رعت المؤتمر العاشر للمنظمة
وحالت دون انضمامها إلى كنفديرالية الشغل العالمية
الجزائر تقطع الطريق على التطبيع بين إسرائيل ومنظمة الوحدة
الإفريقية
وضعت الجزائر كل ثقلها للعودة للواجهة الإفريقية، من خلال احتضانها للمؤتمر العاشر لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية التي تضم 53 دولة، والذي يختتم، صبيحة اليوم، بفندق الاوراسي بالعاصمة، بعدما غابت الجزائر عن حضور أشغال المنظمة في السنوات الأخيرة.
وكشفت مصادر مسيرة لفعاليات المؤتمر لـ"الشروق" أمس، أن تكاليف اللقاء على عاتق الجزائر لوحدها وصلت 250 ألف دولار، حيث انعقد المؤتمر تحت رعاية رئيس الجمهورية، وحضر افتتاحه الوزير الأول وعدة شخصيات بارزة وسفراء
وقد دفع الصراع الحاصل في منطقة الساحل وشمال مالي إلى إدراك أهمية التكتلات والتضامن لمواجهة الخلافات، عبر العالم، من خلال الفضاءات الجغرافية القارية، فرغم بروز الجزائر كمؤسس لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية، وتواجد المركزية النقابية في العضوية في السنوات الأولى، غير أن دور الجزائر تراجع، واتجه بشكل كبير نحو التنظيمات الأوروبية (منظمة الشغل العالمية ومقرها سويسرا).
ووجدت الجزائر رهانات جديدة ومخاطر تحدق بالأمن القومي، أمام رغبة الكنفدرالية العالمية التي مقرها بروكسل في ضم منظمة الوحدة الإفريقية "أوزا"، حيث أن ذات الكنفدرالية "سي أس أ" تعمل على التطبيع مع إسرائيل، ومنظمة "أوزا" والتي مواقفها تحررية ضد ذلك، وهي تعترف بالصحراء الغربية، وهي عضو دائم، مما حيد المغرب عن الانضمام كعضو دائم، وتقف المنظمة إلى جانب فلسطين وبقية القضايا العادلة، ولها كلمة فيما يخص الشغل والشراكة، وقضايا الخوصصة، علما أنها عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، وترفض "أوزا" الانضمام إلى الكنفدرالية التي يميزها التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وهو ما دار خلال النقاشات في جلسة اليوم الثاني، وعبر المتدخلون عن تخوف حقيقي من تلك الرغبة التي يتبناها اتحاد الشغل التونسي، بحكم أن الاتحاد التونسي من المنادين بـ"التحرر" والديمقراطية عقب "ثورة الياسمين".
وقد وصف الأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد، مطلب الأشقاء التونسيين إلى التوحيد مع الكنفدرالية بأنه "خيانة"، رافضا محاولة الانضمام للكنفدرالية، حيث إن ذلك يصي في محاولة تغير مواقف "أوزا" باسم الدعم المالي لخلق ورشات الشباب والنساء.
وقد انسحب رئيس منظمة الوحدة النقابية، حسن الصومونو، بعد قيادته التي دامت 23 سنة، وسيعين أحد الجزائريين في عضوية الأمانة العامة للمنظمة، بعد سنوات من شغور المنصب.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire